السلام عليكم
اقدم لكم اولا الموقع الرسمي
http://www.amitabhbachchan.net/لا يعتبر كتاب (اميتاب باتشان الأسطورة) 95 صفحة الذي صدر بمناسبة تكريم مهرجان الاسكندرية السينمائي للنجم الهندي سوى ملخص للكتاب الذي وضعته الناقدة الهندية بهاوانا سوميا بالإنجليزية عن دار ماكيلان الهند عام 1999 في 392 صفحة.
وفي الجزء الأول توضح المؤلفة علاقة باتشان بوالده الأستاذ الجامعي بجامعة حيدر أباد والأديب الشاعر والذي ترجم بعض مسرحيات شكسبير، يقول عنه اميتاب أنه من الصعوبة أن نفرق بين أفكاره ومشاعره، وأنه لعب دورا بارزا في تكوين شخصيته وشجعه على القراءة لكبار المؤلفين والأدباء، أما أمه تيجي فقد لعبت دورا هاما في طفولته الهادئة وساعدت على تنمية مواهبه من خلال العزف على الآلات الموسيقية وخاصة الجيتار.
وحينما جاءت تقديراته في نهاية دراسته الجامعية 1962 مخيبة للآمال فكر والده في إلحاقه بالقوات الجوية حتى يمكن له الاعتماد على النفس، ولكنه في آخر لحظة قرر السفر لمدينة كلكتا لاختبار وجوه جديدة للسينما - وعمل ككومبارس في استعراض موسيقي غنائي 1963 قبل أن تأتيه فرصته الأولى على يد المخرج خواجه أحمد عباس في فيلم (الهنود السبعة) 1969 الذي لم يحقق النجاح المنشود - ثم بعد أدوار في عدة أفلام جاءته الشهرة في فيلم (القيد) ثم كان انتشاره ونجاحه في أفلام حققت ايرادات كبيرة - مثل (كولي ـ أو الحمال) والعيش والملح. وشهدت فترة الثمانينات ازدهاره الحقيقي.
ويرصد الكتاب في جزء آخر علاقته العاطفية مع الممثلة جايا بهادوري التي انتهت بالزواج 1973 بعد أن اشتركا في أكثر من فيلم - ورغم ماحققته من شهرة فقد أثرت جايا أن تعتزل وهي في قمة مجدها لرعاية زوجها وابنها ابيشيك وابنتها شويتا وتقول جايا عن زوجها النجم بأنه بالرغم من بطولته لأفلام ناجحة الا انه لا يزال يشعر بالقلق مع كل عمل فني جديد وتتحدث جايا عن فترات عصيبة حينما أصيب اميتاب في حادث اثناء تصوير فيلم (الحمال) 1982 ، وأزمته النفسية بسبب قراره الابتعاد عن النشاط السياسي، وبسبب الحملات الصحفية والقضايا التي اقامها ضده منافسوه لتلطيخ أسمه وسمعته ولكنه صمد لها حتى تأكدت براءته، كما تحدثت جايا عن صداقة زوجها برئيس وزراء الهند الراحل راجيف غاندي وكيف تألم لاغتياله وتؤكد أن جميع أصدقاء راجيف استفادوا منه الا اميتاب فهو الوحيد الذي خسر من تلك الصداقة.
ورفض اميتاب ترشيح زوجته من قبل الحكومة لمجلس الشورى عام 1996 فمازال الجرح غائرا في نفسه من مخاطر السياسة وتزوجت ابنتها شويتا من ابن احد رجال الأعمال الهنود في حفل متواضع اقتصر على الأصدقاء المقربين.
وعن الفترة العصيبة التي أعقبت حادثة 1982 للعلاج ـ وثم تلك التي قرر فيها الابتعاد عن السينما بسبب هجوم النقاد بعد فشل أحد أفلامه تقول جايا: لم أتصور أن تصل حالته النفسية الى العزلة التامة عن المجتمع لمدة عامين كان يمضى معظم وقته في مكتبه بالبيت، وكان يهتم أحيانا باحتياجات البيت، وكان يشغل وقته بلعب تنس الطاولة أو الاسكواش والقراءة، والاستمتاع بالجلوس مع أسرته.
حول تجربته السياسية في بداية الثمانينات وعضويته بالبرلمان يصفها اميتاب نفسه بأنها كانت تجربة مريرة رغم انها لم تستمر سوى ثلاثة أعوام ـ وقد جاء ترشيحه بسبب صداقته لأسرة راجيف غاندي ونجوميته ومن قبل حزب المؤتمر، وبعد دخوله البرلمان واجهته شائعات شرسة من جانب الصحافة وأحزاب المعارضة مما أثر في نفسيته كثيرا ـ مما أضطره أن يترك المجال السياسي 1987 بعد اغتيال صديق طفولته راجيف غاندي.
وصفت فترة عزلته لعدة سنوات بأنها مرحلة فقدان التوازن ـ ولكنه حينما عاد الى نشاطه في سلسلة أفلام ناجحة، لم يرق أحداها الى مستوى ادائه المعروف حتى طالبه بعض النقاد أن يبتعد عن المجال الفني وان يعيش على ذكريات أمجاده السابقة لأنه فقد سحره وبريقه ـ ولكن في عام 1999 اشاد النقاد بفيلمه سوريا في نشام مما حفظ لاميتاب ماء وجهه.
وبعد هذه الفترة الصعبة قبل عرض احدى محطات التلفزيون الهندية لتقديم برنامج عالمي كيف تصبح مليونيرا مقابل أجر خيالي وحقق البرنامج نجاحا كبيرا وفي 1992 اتجه الى مجال الاستثمار حيث أسس مع صديق باكستاني أول محطة فضائية موجهة للآسيويين والهنود المقيمين بالمهجر واتخذت مقرها في لندن - لتعرضه لحملة لاستثمار مدخراته خارج الهند، كون شركة داخل الهند لتوزيع الأفلام السينمائية وانتاج برامج ومسلسلات تلفزيونية.
ومن خلال مؤسسته قام اميتاب باتشان بتنظيم مهرجان ومسابقات ملكة جمال الكون الهندية عام 1996. وقوبل اعلان المشروع باحتجاجات من جانب احزاب سياسية وجمعيات نسائية ـ وقامت مظاهرات تندد بالمهرجان بحجة مخالفته التقاليد الاجتماعية ـ وشهدت عدة مدن مظاهرات نسائية عارمة، وأحرقت دمى لاميتاب في الميادين العامة وطالب الكثيرون الحكومة بالغاء المهرجان، رفض اميتاب الاستسلام، وأقيم المهرجان في 23 نوفمبر 1996 في جو مشحون بالقلق والتدابير الأمنية واحتشد 20000 متفرج في استاد مدينة بنجالور، ورغم هطول الأمطار، فقد اقيم المهرجان واستغرق ساعتين ونصف في جو مبهر من الديكورات والموسيقى، والافيال ومشاركة عدد كبير من فناني الهند - واشادت الصحف بانه كان تحفة فنية رائعة، ويقول اميتاب باتشان لمؤلفة الكتاب ان نجاح المهرجان كان انتصارا للشعب، وانه لم يقبل التدابير الأمنية المشددة الا بعد تهديدات لوجود قنابل وتهديد زعيمة منظمة نسائية بأنها ستحول مكان العرض إلى بحر من الدماء.
ولقد قام اميتاب باتشان بتقديم استعراض بجنوب أفريقيا حضره أكثر من 60000 متفرج - 1996 - كما قام بعض نجوم الهند بتنظيم عروض غنائية بالولايات المتحدة الأمريكية لصالح متضرري الفيضانات بالهند وبعض الجمعيات الخيرية في مايو 1990 في نفس أستاد شيكاغو الذي تقدم عليه عروض مادونا ومايكل جاكسون وأعجب الجمهور بالموسيقى الهندية المصاحبة كما شارك من قبل 1979 المغنية الهندية الشهيرة لتا فبمشكار احدى حفلاتها الغنائية على احد مسارح العاصمة نيودلهي وأذهل الجميع بادائه السلس وصوته الرخيم القوي.
وتقدم المؤلفة ابن اميتاب باتشان الذي قرر أن يسير على خطى والده وهذا الابن هو ابيشك الذي أطلق عليه جده الدكتور باتشان اسم ابيشك أو النور الساطع - يقول للمؤلفة إن طفولته كانت هادئة وعندما بدأ وعيه لاحظ مدى احترام الناس لوالده - يقول عن والده كنت أرهبه في طفولتي، ومثلما كان يدللني كان يعاقبني بشدة، وكان يشجعني دائما على القراءة - وكان يحرص أن نتبادل الآراء وعندما كان يتوتر كانت أمي تقوم بدور حمامة سلام.
وقد قطع ابيشك دراسته الجامعية لينضم الى عالم السينما في قرار مشترك مع والده الذي استعان به في انتاج فيلمه سيدي الماجور 1997 ثم أدى عدة أدوار وكان والدي يتابعني من قرب في مواقع التصوير ويسدي لي نصائحه وملاحظاته.
يقول باتشان للمؤلفة: لدى احساس دائم بعدم الثقة وربما أكون أكثر المتشائمين، ولكني في نفس الوقت أعد نفسي من أكثر المحظوظين فإنني لم أعد أخطط لنجاحي ولكني جاد في معظم تعاملاتي اجتماعيا ونجحت في فرض نوع من الالتزام بين أفراد أسرتي - ورغم أنني أتعامل مع جميع من حولي بصفتي انسانا عاديا، وليس نجما فليس لشهرتي انعكاس على نفسي وشخصيتي فأنا انسان عادي.
وعندما جاء ترشيح هيئة الاذاعة البريطانية b.b.c. وفوزه بلقب نجم القرن قال باتشان إن مجرد ترشيحي ووضعي بجوار عمالقة السينما مثل تشارلي شابلن ومارلون براندو - يجعلني لا أتمالك نفسي من الفرحة وتتملكني مشاعر من العرفان والحب والذي تكنه لي جماهير السينما في الهند والعالم، وكان رد فعلي عليه الذهول لأنني غير مصدق لما يجري حولي.
يضم الكتاب الأصلي شهادات عن اميتاب من منتجين ومخرجين وممثلات، قدم بعضها في الكتاب المترجم ملخصا، وقد ضم قائمة بكل أفلامه وعددها 157 فيلما بدءا من عام 1969.